يظهر المركز الثقافي العربي في سيبيو في سياق عالم متحرك ، تحدده من ناحية العولمة ونظام التنقل المكاني الخاص به، ومن ناحية أخرى الحرب والاضطهاد والمجاعة والفقر. لقد تضررالعالم العربي بشدة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي تسببت في أزمات إنسانية حقيقية. ونتيجة لذلك، واجهت دول الاتحاد الأوروبي مشكلة في إدارة التدفق الهائل للاجئين والمهاجرين من دول الشرق الأوسط التي مزقتها الحرب والفقر.
على عكس الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا، حيث ان رومانيا لم تتأثر بموجات اللاجئين. ومع ذلك، فقد استقر في بلدنا أيضًا عدة آلاف من اللاجئين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المهاجرين من الدول العربية الذين عاشوا بالفعل في رومانيا حتى قبل أزمة اللاجئين الأوروبية.
في عام 2000 تم تسجيل 6138 طلب لجوء في رومانيا، مما يدل على أن هذه الظاهرة آخذت في الازدياد. سيبيو ليست مركزًا للاجئين في رومانيا كما هو الحال في مدن أخرى ك (تيميشوارا أو بوخارست أو شومكوتا ماري (مقاطعة ماراموريش). ولكنها عملت كمركز جامعي حيث ان كلية الطب جذبت الى سيبيو العديد من الطلاب العرب ، بعضهم بقي في المدينة لممارسة مهنتهم. وعملت ايضاً كمركز أعمال حيث انها اجتذبت أيضًا رواد الأعمال العرب الذين أسسوا أعمالًا ناجحة في المدينة .
لذلك يوجد في سيبيو والمناطق المحيطة بها عدد لا بأس به من السكان العرب. ومع ذلك، لا يمكن القول أنها تشكل أيضًا “مجتمعًا” عربيًا، بمعنى مجتمع من الأشخاص ذوي الاهتمامات والأنشطة المشتركة (اللغة ، والثقافة ، والفن ، إلخ). من الأهداف التي من أجلها تم إنشاء المركز الثقافي العربي في سيبيو المساهمة في تطوير مجتمع عربي يجمع بين المهاجرين واللاجئين من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يهدف المركز إلى جمعهم مع بعضهم البعض من اجل مساعدتهم للاندماج مع المجتمع بشكل افضل و اسرع مما يسهل ايضاً على العرب المقيمين على تعرفهم على بعضهم البعض بشكل افضل وأسرع . ثانيًا، يتولى المركز الثقافي العربي في سيبيو مهمة تعزيز التواصل بين الثقافات. سنسعى من خلال الأنشطة الثقافية التي سنقوم بها لتسهيل حوار مفتوح قدر الإمكان بين العرب والرومانيين، مما يؤدي إلى معرفة “الآخر”، والتفاهم والتعايش المتبادلين في ظروف الازدهار المتبادل. كجزء من هذه المهمة لتسهيل الحوار بين الثقافات، حيث يهدف المركز إلى القيام بأنشطة تهدف إلى مكافحة الافكار المغلوطة عن العالم العربي. بهذا المعنى يهدف المركز الثقافي العربي في سيبيو إلى تعزيز الثقافة العربية الأصيلة وتفكيك التحيزات الثقافية. سوف نولي المزيد من الاهتمام لمكافحة الأفكار المسبقة والصورالمغلوطة التي تولد القلق بشأن خطر الأسلمة، وكذلك أولئك الاشخاص الذين يربطون مباشرة بين فكرة العرب والمسلمين والإرهابيين.
ومن الاساسيات المهمة للمركز محاربة خطاب الكراهية ضد العرب والمسلمين، بدافع من الأيديولوجيات القومية المتطرفة وكراهية الأجانب والتعصب الديني .. حيث اننا سنبذل جهودًا مضاعفة لزيادة درجة التسامح الثقافي المتبادل بين الأشخاص من مختلف الأعراق و الجنسيات والخلفيات الثقافية المتنوعة.
ستسعى جميع أنشطتنا بغض النظر عن طبيعتها وخصوصياتها إلى تسهيل الاندماج الاجتماعي والثقافي للمهاجرين من الدول العربية الى المجتمع الروماني بشكل عام والى المجتمع المحلي في سيبيو بشكل خاص.
لا يعني التكامل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بأي حال من الأحوال التخلي عن الهوية الثقافية أو العرقية أو الدينية الخاصة بالمجتمعات العربية بل على العكس تماماً نحن مقتنعون أننا نعيش في عالم متنوع وفي مدينة متعددة الثقافات حيث يمكن لكل مجتمع تنمية هويته وتقاليده وعاداته وبنفس الوقت المساهمة في رفاهية المجتمع الذي يعيش فيه.
ترجمة:محمود العزو