يملأ صوتها شوارع المدن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويغمر مساحة من كل حانة ومطعم ومنزل. انتشرت أصداء أغانيها مع شروق الشمس، وامتزجت تموجات صوتها مع الروائح الجذابة للقهوة المحمصة. تنقطع موسيقاها فقط من خلال نداءات المؤذن الدورية للصلاة. – في المنازل والمطاعم والأماكن العامة – تعتبر أغاني فيروز (لأنها هي التي نتحدث عنها) من الطقوس الصباحية اليومية بالنسبة للعرب
في كل بلد عربي تعتبر فيروز “سفيرة النجوم “. لكن هذه ليست سوى واحدة من الأسماء الفنية. بالنسبة للبنانيين، لبنان بلد ولادتها وانتمائها، فيروز تمثل “روح لبنان”. وروح لكل شخص عربي، بغض النظرعن موطنه الأصلي، كل عربي يجد نفسه هائما بطريقة أوأخرى في أغاني فيروز، التي نشأ معها في طفولته وأصبح بالغا على ايقاع اغانيها.

فيروز (باسمها الرسمي نهاد وديع حداد) هي المطربة اللبنانية التي أصبحت من خلال موسيقاها الرمز الثقافي للشعب العربي. ولدت في عام 1934، ظهرت على الساحة الموسيقية العربية في عام 1952 (سن 18 عامًا). منذ ذلك الحين، لم تتوقف سمعتها الفنية ومكانتها الثقافية على الازدهار. من الناحية الكمية، سجلت فيروز خلال مسيرتها المهنية أكثر من 1500 أغنية. أصدرت أكثر من 80 ألبومًا تم بيعها في أكثر من 150 مليون نسخة.
لكن كل هذه الأرقام والتسجيلات الكمية تفشل في التعبيرعن جودة موسيقاها. أغانيها شعر موسيقي، موسيقاها مجازية، كلماتها تنقل أعمق المشاعر الإنسانية: من الحب والسعادة إلى المعاناة والموت. تغطي موسيقاها مجموعة كاملة من المشاعر الإنسانية، بدءًا من نشوة الوقوع في الحب وصولاً إلى ألم الفقد والحزن.

يختار الرئيس الفرنسي لقاء فيروز أولاً بدلاً من زيارة نظيره الرسمي، أي رئيس لبنان، أورئيس وزراء البلاد. يمكن تفسير لفتته من خلال حقيقة أنه، على عكس القادة السياسيين، الذين تقسم مصالحهم المجتمع اللبناني، فإن فيروز هي واحدة من الرموز القليلة للوحدة والأمل في بلد متعدد الأديان مزقته حرب أهلية دامية. في الثمانينيات. فيروز أكثر بكثير من مجرد فنانة استثنائية: إنها أكثر من روح لبنان. هي صوت التقاليد العربية والهوية.

كتابة: فوزية رهيجة